تحرير 15 قرداً من نوع المكاك البربري في المغرب بعد إنقاذهم من التهريب غير القانوني

  تحرير 15 قرداً من نوع المكاك البربري في المغرب بعد إنقاذهم من التهريب غير القانوني
آخر ساعة
الأربعاء 8 أكتوبر 2025 - 22:54

شهد المغرب حدثاً بيئياً غير مسبوق، تمثل في إعادة 15 قرد مكاك بربري إلى موطنهم الطبيعي بعد إنقاذهم من الصيد الجائر والاتجار غير المشروع، في إطار مشروع “Born to Be Wild” الذي أطلق عام 2017 من طرف  AAP Primadomus، بشراكة مع الحكومة المغربية.

وتُعد هذه العملية الأولى من نوعها في تاريخ المغرب، وتشكل خطوة بارزة في جهود حماية هذا النوع المهدد بالانقراض، وتبرز الأثر الإيجابي للاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية التجارة الدولية بالأنواع المهددة بالانقراض  CITES، التي ضمّت المكاك البربري إلى ملحقها الأول عام 2016.

من الإنقاذ إلى العودة للطبيعة

في عام 2022، صودرت 40 قرد مكاك بربري من الصيادين غير الشرعيين والمتاجرين وأصحاب الحيوانات الخاصة في المغرب. وبعد تقييم شامل، اعتُبر 35 منها صالحة لإعادة التأهيل، فنُقلت إلى مركز تابع لـ AAP في المنتزه الوطني تازكا بمنطقة تازة، حيث خضعت لبرنامج مكثف للتأقلم والتعلم على أساليب العيش في البرية.

وقد تم إطلاق أول مجموعة في المنتزه الوطني نفسه، وهو الموقع الذي اختفى منه هذا النوع بسبب الصيد الجائر وتدهور موائل الغابات. وبفضل جهود الحماية والدعم الحكومي، توفرت الظروف البيئية المناسبة لإعادة إدماجهم بشكل آمن.

وفي هذا الصدد، قالت عالمة الأحياء إيفا شيبرز، المسؤولة عن قسم الإنقاذ وإعادة التأهيل في AAP، في تصريح لوسائل إعلام متخصصة، "منذ أكثر من 20 عاماً ونحن نتابع الوضع الحرج لقردة المكاك البربري. شهدنا ارتفاع الطلب عليها في سوق الحيوانات الأليفة الأوروبية، وتزايد عمليات الإنقاذ في بداية الألفية، إلى جانب التراجع الكبير في أعدادها. إعادة هذه الحيوانات إلى موطنها الطبيعي بعد إنقاذها من الاتجار غير المشروع يُعد حلماً تحقق لمنظمتنا".

مجموعة "أيوب"

المجموعة التي تم إطلاقها، والمعروفة باسم “مجموعة أيوب”، تتكون من 15 فرداً: 6 ذكور، 6 إناث، و3 صغار وُلدت في إطار المشروع.

نُقلت المجموعة إلى منشأة متنقلة قبل إطلاقها في غابات المنتزه، وبعد لحظات من استكشاف المكان، أعاد أفرادها التجمع تحت قيادة الذكر المهيمن “أيوب”، الذي أظهر سلوكاً وقائياً إيجابياً، ما يُعد مؤشراً مشجعاً على نجاح عملية إعادة الإدماج.

وسيتم تتبع المجموعة بواسطة أطواق GPS لمراقبة تحركاتها وسلوكها في البيئة الطبيعية.

ويُشرف على هذا التتبع فريق علمي من جامعة رين وجامعة جون مورز ليفربول، بهدف تقييم الجدوى البيئية للمشروع ومراقبة سلوك القردة في مرحلتي التأهيل وما بعد الإطلاق.

ويُشكل هذا الحدث علامة فارقة في مسار حماية قردة المكاك البربري في المغرب، ويمهد الطريق لمزيد من عمليات الإطلاق مستقبلاً، في إطار جهود وطنية ودولية لحماية التنوع البيولوجي.